صـفـيـر الشـيـطـان

صـفـيـر الشـيـطـان

هذا الصوت الذي يصم أذني .. اسكتوا هذا الصوت بأي شكل إنه يقودني للجنون ، ألا تسمعه معي ؟؟ إنه الصفير .. صفير الشيطان ...

أدعى ( رامي ) .. واليوم يوم هام في حياتي وربما كان نقطة تحول كبيرة في حياتي , فاليوم سيكون عندي خادم من الجن ينفذ أوامري ....
نظر لي صديقي ( محمد ) وهو يراجع معي ما قمنا به ودار بيننا الحوار كالأتي :
- << ( رامي ) هل ( هشام ) قام بما هو مطلوب منه في شقته ؟؟؟ >>
- << انتظر كي أحادثة على هاتفه المحمول كي أتأكد ... >>
فأمسكت بهاتفي المحمول وبدأت الاتصال .. وبعد دقائق من محادثتي مع ( هشام ) نظرت لـ (محمد ) وقلت له :
<< ( هشام ) يقول أنة سيدخل الآن الحمام وبعد أن ينتهي من الاستحمام سيخرج عارياً كما اتفقنا ويذهب إلى فراشة ويحادثنا هاتفياً لنبدأ في نفس التوقيت .. >>
<< جميل ولكن أحضر الكتاب مرة أخيرة لنتأكد من الخطوات مرة أخرى >>
ذهبت إلى ركن الغرفة وأمسكت بالكتاب الصغير وبدأت بتقليب صفحاته حتى وصلت إلى الصفحة التي ثنيت جزء منها كي أرجع لها مرة أخرى .. ثم بدأت القراءة بصوت عالي :
<< باب تحضير الحارس الملكي .. يقوم ثلاثة أشخاص بتنفيذ أوامر هذا الباب حيث يدخل أولهم إلى دورة المياه ويبدأ بالاستحمام بالماء ثم يخرج عارياً ويذهب إلى فراشة ويقوم الأثنين الآخرين بتحضير وعاء كبير مملوء بالماء ثم يقتلون روحاً ويغمسون رأسها بالماء ويقوما بإضافة دم بشر على سطح الماء 0 ويحضرا ورقة ويكتبا عليها ( أقسم عليك بحق ( ... ) و ( ... ) أن تفتح الباب بيننا 0 أفتح الباب وأبدأ العهد بيننا 0 لك علينا حق السمع والطاعة ولنا عليك حق تنفيذ أوامرنا 0 حاكر سفهائيل حاكر سفهائيل بحق ( ..... ) أيقظة من سباته ومرقدة , أعطنا اشارة قدومك أعطنا إشارة قدومك ) , ثم يحرقوا الورقة ويقوموا بوضع الرماد في داخل وعاء الماء حتى يذوب داخلة , ويقوم الثلاثة بقراءة تلك الكلمات في وقت واحد على ألا يزيد وقت القراءة بينهم عن ثلاث دقائق والكلمات هي
( يا من تنام في القبر ولا يوقظك أحد , يا من تأكل الموتى ولا يوقفك أحد , يا من تسير بين الممالك ولا يقتلك أحد 0 أقسم عليك بعهد بن الأشكم أن تنفذ مطلبنا أقسم عليك بعهد بن الأشكم أن تنفذ مطلبنا حمال حمال فهشيم سيفاهائيل الوحى فلاء )
ثم يقوم الشخصان بإنهاء أي مصدر للضوء ويضعها أيديهم في وعاء الماء حتى يشعرا بتنميل أيديهم وعدم مقدرتهم على الحركة , أما الثالث فإنه يقوم بإخفاء مصدر الضوء هو أيضاً ويشعل سبع شمعات وينام حتى الصباح وفي الصباح سيسمع صوت صفير يأتي من الحائط فيذهب إلى صوت الصفير ويدق فيه مسمار ثم سيسمع صوت صفير من الحائط المجاور فيذهب ليدق مسمار في مكان الصفير ثم يسمع صوت أخر من جزء أخر من الحائط فيذهب ليدق مسمار أخر وعندما تنتهي أصوات الصفير يبدأ بتوصيل المسامير بخيط رفيع ويغمض عينية وينتظر أن يسمع دقات على باب الغرفة وعندما يسمعها يعلم أن الخادم معه في نفس الغرفة وقد تشكل بشكل حيوان وعلية أن يغمض عينية وهو يحدث هذا الخادم ولا يفتحهما مهماً حدث , وفي بعض الأحيان يحضر الخادم بعد صوت انطلاق الصفير من الحائط ولا يحتاج لدق المسامير أو إلى توصيل الخيوط وفي هذه الحالة علية أن يتبع قواعد الأمان بألا يفتح عينية ويعطي ظهره للخادم وهو يحدثه , أما الشخصان الآخران فيذهبا لفراشهما بانتظار تنفيذ الطلبات التي يقصها الخادم على الشخص الأول >>
انتهيت من قراءة ذلك الجزء ونظرت إلى ( محمد ) الذي كان ينصت باهتمام شديد لي ثم قال وهو يشير بإصبعه ناحية وعاء الماء الذي أضعه في غرفتي :
- << أحضرنا الوعاء وذبحنا دجاجة وغمسنا رأسها في الماء , وبالنسبة للدم سنفعل كما اتفقنا >>
تقدم ( محمد ) ناحيتي ووقف بجانبي وهو ممسك بالسكين ... كان مطلوب دم بشري وبالطبع لن نقتل شخصاً لنحضر دمه .. فلم يكن سبيل من أن نفعل ما نفعله الآن ..
لقد مرر ( محمد ) جزء بسيط من السكين على معصم يده فسالت الدماء لتغرق وعاء الماء , وكنت أنا قد أعددت ميكروكروم ولاصق جروح كي أضمد الجرح الذي أحدثه ( محمد ) ثم جريت أنا لأحرق الورقة بحذر شديد وأجمع رمادها كي أنثره على الماء
والآن حان الوقت لانتظار اتصال ( هشام )
دقائق بسيطة وجاء الاتصال أنه جاهز للقراءة الكلمات ..
وبدأنا بالقراءة في وقت واحد بالتقريب
وأنا أقرأ الكلمات جاءت في عقلي بعض الخواطر ..لماذا يحتاج إلى ثلاثة ولماذا هذا التقسيم , لماذا جعل شخصان يقرءان الكلمات برغم أن عمل الشخصان كان يمكن أن يفعله شخص واحد فقط ؟؟؟ ولماذا تحتوي الكلمات على تلميحات بأن هناك بوابات ستفتح ؟؟؟ , لقد اشترى هذا الكتاب من أحد الباعة الذين يفترشون الأرض في أحد الميادين العامة مقابل مبلغ زهيد . والكتاب نفسه مطبوع في وقت حديث نسبياً منذ حوالي خمسة وعشرون عاماً ولكنة حديث , وهو يتكلم عن طرق سحر قديمة منقولة من كتب أخرى قديمة ومخطوطات أصلية .. هل كل تلك الطرق مجربة أم هناك طرق لم يجربها أحد إلى الآن ؟؟؟
وهنا انتهينا من القراءة ثم وضعنا أيدينا في الماء بعد أن أغلقنا الإضاءة ...
ظللنا على هذا الوضع ما يقارب النصف ساعة ونحن لم نحرك أيدينا المغموسة في الوعاء حتى شعرنا بتنميل لا نعلم هل هو تنميل لعدم استخدام أيدينا فترة طويلة أم أن التعويذة حقيقية فرفعنا أيدينا وقمت أنا بالاتصال بـهشام كي أتأكد من أنة قرأ الكلمات وأشعل الشموع ..
ولكن عندما اتصلت به على هاتفه المحمول لم يجب علي ..!!!
فقدرنا أنه قد نام وفعل كما طلب منه ...
ونمنا نحن الاثنان في غرفتي لأن أهلي قد سافروا منذ أيام فكان من السهل علي استضافة ( محمد ) في شقتي وتنفيذ تلك الفكرة التي اتفقنا عليها جميعاً حتى نستدعي خادم من الجن يكون تحت إمرتنا
***
استيقظنا في الصباح وتوجهت أنا إلى هاتفي المحمول لأتصل بـ ( هشام ) ولكنه لم يجيب على الهاتف مجدداً ..
ظللت أكرر الاتصال بلا جدوى
أخبرت ( محمد ) بأن هشام لم يرد على هاتفة فعلل ذلك بأنة من الممكن أن يكون مازال نائماً , ولكني حاولت بعد ساعة فلم يرد .. فانتظرت ساعتين ثم حاولت فلم يرد فبدأت بالشك في الموضوع .. وكنت مصراً على أن نذهب لمنزلة كي نعرف ماذا يحدث , وفعلاً ارتدينا ملابسنا وذهبنا إلى منزلة لنفاجأ بهول شديد ...!!!
عربه إسعاف وعربتان للشرطة وهرج ومرج في الشارع الذي يقطن به ( هشام ) أمام منزلة !!! صعدنا إلى شقته ولكننا وجدنا شرطيين يقفان يمنعانا من الدخول فقلنا لهم أننا أصدقاء هشام الذي يقطن بالشقة .. فدخل أحدهم ليستأذن بدخولنا ...
كانت الشقة بالداخل مليئة بالرجال الذين يرتدون القفازات وهناك على أحد الأرائك كانت والدة ( هشام ) تجلس والدموع بعينيها وحولها كثير من النساء يواسونها
تقدمنا إلى غرفة ( هشام ) والتي كانت تعج بالكثير من الرجال والذي استوقفنا أحدهم وهو يقول :
<< قال لي العسكري أنكم أصدقاء ( القتيل ) ؟؟؟ >>
كانت مفاجأة لنا لا نتوقعها فقلنا نعم وبدأ الرجل يسألنا عن أخر مرة شاهدناه وأشياء من هذا القبيل ولكنني كنت مشغول بشيء أخر فقد كانت عيني على الغرفة من الداخل لأرى ماذا حل بها ... لقد كان هناك خيوط تصل بين الحوائط تلك الخيوط كانت ترسم شكل غريب لا يمكن تبين كنهه ... وعلى الفراش كان ( هشام ) ممداً ولكن .... يا للهول إن رأس ( هشام ) مفصولة عن جسده تماماً والدماء تملاً الفراش

***

في اليوم التالي بعد انتهاء التحقيقات وبعد رجوعي لمنزلي جلست على الفراش .. لم نذكر في التحقيقات أي شيء عن موضوع الجن هذا , بالرغم من علامات الاستفهام التي تراصت من نوم ( هشام ) وهو عاري ومن دقة لمسامير وإيصال خيوط بها .. ومن تلك الورقة التي وجدوها بجانب فراشة وقد كتبت عليها عبارات غريبة غير مفهومة .... !!!!
لم يفكروا بالطبع في احتمالات السحر أو العفاريت وحتى لو فكروا بها فلا يمكن غلق المحضر بتلك الطريقة ..
وهنا سمعت صوت صفير خفيف يأتي من مكان من غرفتي ..!!!!
ربما أتخيل أم أنه تأثير قصة هشام ؟؟؟
صوت الصفير عاد مرة أخرى ولكن من مكان أخر ..!!! صوت الصفير يتردد من مكان ثالث
* * *
وفي بعض الأحيان يحضر الخادم بعد صوت انطلاق الصفير من الحائط ولا يحتاج لدق المسامير أو إلى توصيل الخيوط وفي هذه الحالة علية أن يتبع قواعد الأمان بألا يفتح عينية ويعطي ظهره للخادم وهو يحدثه
* * *
لقد انتفضت من على فراشي وأنا أجري كالمجنون باتجاه الأماكن التي يتردد منها الصفير من
داخل الحوائط ... وفجأة
سمعت صوت دقات على الباب ...!!!!!!
ومن خلفي سمعت صوتاً جهورياً يقول
<< أغمض عينيك ولا تنظر خلفك وإذا نظرت سأفصل رأسك عن جسدك .. هل أنت من استدعيتني من حراسة القبر ؟؟؟ >>